قال الهرري الحبشي في كتابه صريح البيان (طبعة دار المشاريع سنة 1415هـ) ص232:
"فإن قيل: أليس قتال معاوية لعلي يدخل في باب الاجتهاد؟
فالجواب: أن الاجتهاد لا يكون مع النص القرءاني أو الحديثي ولا مع اجماع العلماء، وقتال معاوية لعلي فيه مخالفة للنص الحديثي، فلا يكون هذا الأمر اجتهادًا مقبولا."
فالجواب: أن الاجتهاد لا يكون مع النص القرءاني أو الحديثي ولا مع اجماع العلماء، وقتال معاوية لعلي فيه مخالفة للنص الحديثي، فلا يكون هذا الأمر اجتهادًا مقبولا."
من هو الهرري الحبشي ليحكم على الصحابي الجليل اذا كان اجتهاده مقبولا ام لا؟!
قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة.
قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة.
قال: إنه فقيه.
[رواه البخاري 3765]
وروى ابن جرير الطبري (أن علياً لما وصل البصرة خطب الناس، فقام إليه أبو
سلامة الدالاني فقال: أترى لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا الله عز وجل بذلك؟
قال: نعم
قال: فترى لك حجة بتأخيرك ذلك؟
قال: نعم إن الشيء إذا كان لا يدرك فالحكم فيه أحوطه وأعمه نفعاً قال: فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غداً؟
قال: نعم
قال: فترى لك حجة بتأخيرك ذلك؟
قال: نعم إن الشيء إذا كان لا يدرك فالحكم فيه أحوطه وأعمه نفعاً قال: فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غداً؟
قال: إني لأرجو ألا يقتل أحد نقى قلبه الله
إلا أدخله الله الجنة)
((تاريخ الأمم والملوك)) (4/ 496)، ((الكامل لابن الأثير)) (3/ 337 - 338)، ((البداية والنهاية)) (7/ 261)
ألا يدل هذا أن الإمام علي رضي الله تعالى عنه اعتبرهم مجتهدين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الهرري الحبشي في كتابه صريح البيان ص233:
"ومن الشطح الذي وقع فيه بعض الفقهاء أنهم بعد ذكرهم لهذا الحديث يقولون: إن عليًا اجتهد فأصاب فله أجران، وإن معاوية اجتهد فأخطأ فله أجر... "وقال في نفس الصفحة: "فتبين بما مضى أن معاوية لم يكن مجتهدًا في قتاله وإنما كان يريد الوصول للملك"
وقال ص235: "فكيف يصح أن يقال عن معاوية وجيشه إنهم مأجورون غير آثمين مع وصف الرسول لمعاوية وجيشه بأنهم دعاة إلى النار بقوله: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار"
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي في فتح الباري 37/13:
واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك، ولو عرف المحق منهم، لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجراً واحداً، وأن المصيب يؤجر أجرين.
وقال أبو عبد الله بن بطة أثناء عرضه لعقيدة أهل السنة والجماعة:
"ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد شهدوا المشاهد معه وسبقوا الناس بالفضل، فقد غفر الله لهم وأمرك بالاستغفار لهم والتقرب إليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون، وإنما فضلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم، وكل ما شجر بينهم مغفور لهم"
(كتاب "الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة" ص268)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق