شرح اسماء الله الحسنى / اضغط هنا

الرد على من يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم مد يده من القبر

مما يستدل به الرفاعية على صحة نسب الرفاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة مد النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الرفاعي.
وتفصيلها: أن الله ناداه: قم يا أحمد وزر بيت الله الحرام وزر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الرفاعي لربه: سمعا وطاعة.
فسافر ومعه جم غفير إلى مكة ثم المدينة ووقف عند القبر وقال: السلام عليك يا جدي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام يا ولدي. فتواجد الرفاعي وقال:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فانشق التابوت ومد النبي يده إلى الرفاعي ليقبلها أمام جمع كبير من الناس يزيدون على التسعين ألفًا، وكان من بينهم عبد القادر الجيلاني وعدي بن مسافر وحيوة بن قيس الحراني. ["الفخر المخلد في منقبة اليد" للصيادي]

واعتبروها حادثة متواترة يكفر منكرها. [قلادة الجواهر ص104]
ويصير خارجًا من ملة الإسلام كما صرح الصيادي بذلك قائلا: «فخروج يد النبي صلى الله عليه وسلم لسيدي أحمد بن الرفاعي ممكن ولا يشك فيه إلا ذو زيغ وضلالة، أو منافق طبع الله على قلبه، وإنكارها يؤدي إلى سوء الخاتمة» [قلادة الجواهر ص108]

التعقيب على هذه القصة:


إن مجرد تهديد منكر هذه القصة بكفره وسوء خاتمته إنما كان بسبب ضعف الدليل الذي يمكن أن يقدمه الرفاعية لإثباتها، وإلا فالقصة من أساسها لا تثبت والأدلة على عدم ثبوتها كالآتي:

(1) أن أصحاب كتب وتراجم الصوفية الأوائل كالسبكي والشعراني وابن الملقن والمناوي، لم يتعرضوا لذكر هذه الحادثة مع أنهم كانوا أقرب إلى عصر الرفاعي من المتأخرين كالصيادي، وليس من المعقول أن يحرصوا على جمع كل ما روي عنه فيروون قصة الجرادة والبعوضة ويهملون هذه الحادثة التي اهتزت لها بقاع الأرض على حد تعبير الصيادي .

(2) أن المؤرخين - غير المتصوفة - كالذهبي وابن كثير وابن خلكان لم يتعرضوا لذكر هذه الحادثة إطلاقاً، ولو أنها وقعت حقيقة لتسابقوا إلى كتابتها. وقد ذكروا ما اشتهر به الرفاعيون من دخول النيران واللعب بالحيات وركوب السباع غير أنهم لم يتطرقوا إلى ذكر هذه الحادثة، الأمر الذي يبعث على الجزم بأن حبكها كان متأخرًا عنهم.

(3) أن رواة هذه الحادثة هم «الصوفية» الذين شهد الرفاعي نفسه بأنهم يكذبون على مشايخهم وأئمتهم، حيث قال: «واحذر الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم، فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم» [الكليات الأحمدية ص122]

(4) أنهم زعموا أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم رؤي في الرؤيا أنه شد الرحال إلى قرية الرفاعي والكعبة تسير معه وقد قال: «ها أنا والكعبة زائرون، وجلس ينادي أهل القرى في طريقه أن يزوروا معه الشيخ أحمد الرفاعي. [روضة الناظرين ص59] ثم تبين للراوي أن الرؤيا حقيقية فقام وذهب إلى قرية الرفاعي مشاركًا موكب النبي عليه الصلاة والسلام والكعبة!

(5) أنهم رووا عن الرفاعي أيضًا أنه في العام الثاني زار القبر مرة أخرى. قال الصيادي: « ولما حج الرفاعي عام وفاته وزار قبر النبي الذي هو أفضل من الجنة بل من العرش والكرسي، أنشد قائلا:

إن قيل زرتم بما رجعتم *** يا أشرف الرسل ما نقول
فخرج صوت من القبر سمعه كل من حضر وهو يقول:
قولوا رجعنا بكل خير *** واجتمع الفرع والأصول [قلادة الجواهر ص104]

فالرفاعي نجده في كل مرة لا يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بالشعر، والنبي لا يجيبه إلا بالشعر! لماذا لا يخاطبه بلغة القرآن من غير شعر ولا نثر ولا سجع؟ وهل نسي القوم قول الله تعالى: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ [يس: 69]
ألم يعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبغض الشعر؟
عن قتادة: قالت عائشة: ((كان الشعر أبغض الحديث إليه))


(6) أنه يلزم من تكليم الرفاعي للنبي صلى الله عليه وسلم وإمساك يده عيانًا أن يصير صحابيًا، فينال شرف الصحبة. ولو قالوا بأنها كانت رؤيا لما لزم ذلك، لكنهم يصرون على أن الحادثة كانت يقظة لا منامًا!

(7) أن الرفاعية نقلوا عن الرفاعي أنه كان يحث المصلين على رفع الإصبع والإشارة به عند الصلاة مؤكدًا على أن من فعل ذلك فإنه يمس به صدره الشريف. وأن من لم يفعل ذلك لا حصل على النبي ولا حصل له شيء من اليقين ولا علم كيف يصلي عليه. [قلادة الجواهر ص106]
فما ميزة الرفاعي عن غيره من عامة الناس الذين يمسون كل يوم صدره الشريف وعند كل صلاة؟!

(8) أن هذا العدد الهائل الذي ذكروه «تسعين ألفا» من الناس لا تتسع لهم المنطقة المحيطة بالمسجد برمتها، ولا يستطيع هذا العدد رؤية تقبيل اليد كلهم في وقت واحد! وحتى لو وقفوا صفوفًا طويلة لرؤية يد النبي صلى الله عليه وسلم لاستغرق ذلك وقتًا طويلاً لكثرة عددهم الهائل، فهل بقي النبي مادًا يده أيامًا أو على الأقل يومًا كاملا ليراه هذا الحشد الهائل من الناس؟!

(9) أنهم ذكروا في سياق القصة أن الرفاعي نودي من الحضرة العلية أن قم يا أحمد وزر البيت الحرام وزر قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعًا وطاعة. فإن أرادوا بذلك أن الهاتف هو الله تعالى، فهذه كرامة أعظم من مجرد تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا لم يعيروها اهتمامهم؟!

(10) أن سياق الكلام الذي نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينفي أن يكون هذا من كلامه، مثل أن يقول للرفاعي: « البس الزي الأسود» وكذلك قوله: «فإن الله نفع بك أهل السموات وأهل الأرض»، فبماذا انتفع به أهل السماوات؟! ثم إنه لم يكن يرد السلام بصيغة المفرد «وعليك السلام» ولم يعهد عنه لفظ «يا ولدي» ولم يقلها للحسن ولا الحسين رضي الله تعالى عنهما.

(11) ادعى الصيادي أن الشيخ عبدالقادر الجيلاني كان موجودا وقت الحادثة. وقد أراد الصيادي من ذكر الجيلاني أن يجعل منه شاهدا على ما حدث، ولكن أين شهادة الجيلاني نفسه بذلك وهو لم يذكر في مصنفاته كالمغني والفتح الرباني شيئاً من ذلك ولا روى عنه أصحابه ولا مترجموه أنه شهد على ذلك، بل لم يعرف عنه أبدًا أنه رافق الرفاعي إلى الحج!


(12) أن هذين البيتين اللذين أنشدهما الرفاعي عند القبر منسوبان إلى غيره.  
قال الألوسي: «إن كثيراً من أهل العلم والأدب نسب البيتين إلى غير الرفاعي. قال الشيخ صلاح الدين الصفوي في تذكرته: حكي أن ابن الفارض لما اجتمع بالشهاب السهروردي في مكة أنشده:

في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائـبتي
وهذه نوبة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

قال: وممن نقل ذلك الشهاب الخفاجي في: كتابه (طراز المجالس). [غاية الأماني في الرد على النبهاني 224/1] 


قصة مـد يـد النبي (صلى الله عليه وسلم) من خــارج قــبره

http://www.dorar.net/enc/firq/2477

هذا ديدن اهل الباطل، يلجؤون الى الخرافات لإثبات عقائدهم!

حادثة تقبيل اليد الشريفة لم تثبت في كتب الأولين من التراجم والسير التي وثقت حياة الرفاعي، على الرغم من أنها ذكرت أشياء مثل ترك الرفاعي البعوضة تمص دمه لكي لا يزعجها. وإنما هناك رسالة كتبها أبو الهدى الصيادي (توفي عام 1910م) ونسبها للسيوطي، وهي”الشرف المحّتم فيما مَنّ الله به على وليه الرفاعي في تقبيل اليد الشريفة للنبي صلى الله عليه وسلّم”، والسيوطي لم يذكر هذه الرسالة في ترجمته الذاتية لنفسه “حسن المحاضرة”، ولم يذكرها من كتب عن حياة السيوطي

هناك تعليقان (2):